أغنى رجل في
تاريخ البشرية، كان ملكا مسلما عاش في القرن الرابع عشر الميلادي، فيما
يعرف الآن باسم مالي.. نعم مالي! البلد الأفريقي الفقير، الذي يقع على حدود
بلدين عربيين هما الجزائر جنوبا (على امتداد أكثر من 800 كيلومتر!)،
وموريتانيا شرقا.. والبلد المقسم الذي يستعد لتدخل عسكري قريب محسوم أمره
مبدئيا وبتغطية أممية لاستعادة الجزء الشمالي منه الذي وقع منذ أكثر من ستة
أشهر تحت سيطرة حركات إسلامية مسلحة مرتبطة بـ«القاعدة».
وبحسب موقع «سيليبرتي نت وورث»، فإنه بحساب التضخم الزمني، فإن الملك «منسى موسى الأول»، ملك إمبراطورية مالي التي كانت تشمل حينها غانا، هو أغنى رجل في تاريخ البشرية، بثروة تقدر بالتقييم الحالي بالدولارات بـ400 مليار دولار، متقدما بذلك على عائلة روتشيلد التاريخية، التي برز ثراؤها منذ القرن الثامن عشر. وقيم الموقع ثروة العائلة المجتمعة، الموزعة بين دول العالم المختلفة بـ350 مليار دولار. وصنف الموقع الثري الأميركي جون روكفيلر (1839 - 1937) ثالث أغنى رجل في تاريخ البشرية بثروة قدرها بـ340 مليار دولار، فيما وضع الثري الأميركي، الأسكوتلندي الأصل، آندرو كارنيغي (1835 - 1919) في المرتبة الرابعة بثروة قدرها الموقع بالتقييم الحالي بـ310 مليارات دولار.
وفي ما يخص حساب التضخم الزمني، ذكر الموقع أن معدل التضخم بين 1913 و2012 هو 2199.6% مما يعني أن مبلغ 100 مليون دولار في عام 1913 يعادل 2.299.63 مليار دولار في 2012. كما ذكر الموقع أنه اعتمد سعر أونصة (أوقية) الذهب بتاريخ 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2012 في حدود 1750 دولارا.
ويبدو أن الذهب بشكل خاص هو الذي رجح كفة الملك «منسى موسى الأول»، حيث إنه كان يمتلك أطنانا خرافية منه مثلما تنقل الروايات التاريخية، إلى جانب سيطرته أيضا على تجارة الملح المربحة حينها بسبب توفر الملح بكثرة في مملكته؛ الملح الذي كان بقيمة تقارن قيمة الذهب حينها! وتقول بعض المصادر التاريخية إن ملكة «منسى موسى الأول» كانت تنتج أثناء حكمه نصف الذهب والملح المنتج في العالم.
وإذا كان موقع «سيليبرتي نت وورث» فاجأ كثيرين بإبراز الملك «منسى موسى الأول»، فإن الرجل ليس مجهولا، بل إن كثيرا من المؤرخين والرحالة العرب ذكروه في كتبهم ومن بينهم ابن خلدون، وابن بطوطة، والعمري.
وتنقل المراجع التاريخية الهالة التي أحاطت بالملك «منسى موسى الأول»، الذي ولد عام 1280 ميلادية وتوفي عام 1337 بحسب بعض المصادر، وشهرته التي ذاعت خاصة بعد رحلته إلى الحج عام 1324، التي ضمت بحسب بعض المصادر 60 ألف شخص، من بينهم 12 ألفا يحملون أطنانا من الذهب، وأغدق الذهب على كل المناطق التي مر بها؛ ومن بينها القاهرة والمدينة المنورة، مما خفض سعر الذهب لفترة طويلة، بحسب بعض المصادر.
وتنقل المراجع التاريخية أيضا ازدهار مدينة تمبكتو اقتصاديا وثقافيا، ومدينة «غاو» أيضا في شمال مالي. وتقع المدينتان الآن تحت سيطرة جماعات إسلامية مسلحة، وقد اختطفت مجموعة تسمى نفسها «جماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا» قنصل الجزائر وستة من دبلوماسييها في قنصلية الجزائر في غاو، الذين ما زل مصيرهم مجهولا، بعد سقوط شمال مالي في يد مقتلي الأزواد من الطوارق في البداية، قبل أن تسيطر الجماعات الإسلامية المسلحة على المنطقة.
ويرجع محللون سقوط شمال مالي، بشكل مباشر إلى سقوط نظام معمر القذافي في ليبيا وانتشار السلاح في المنطقة. واللافت أن موقع «سيليبرتي نت وورث» يصنف العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، الذي كان يسمي نفسه «ملك ملوك أفريقيا»، في المرتبة الثامنة لأغنى أغنياء العالم عبر التاريخ بثروة قدرها بـ200 مليار دولار.
وصنف الموقع الأميركي بيل غيتس في المرتبة الثانية عشرة بثورة قدرها 136 مليار دولار، ووضعته متقدما على المكسيكي من أصل لبناني كارلوس سليم حلو (الذي تعتبره مجلة «فوربس» أغنى رجل في العالم حاليا) في المرتبة 22 بثروة قدرتها 68 مليار دولار، بينما رتبت الثري الأميركي وارن بافيت في المرتبة الخامسة والعشرين بثروة قدرها بـ64 مليار دولار. واللافت أنه لا توجد امرأة واحدة وفقت في دخول قائمة الـ25 التي أعدها الموقع لأغنى أغنياء العالم عبر تاريخ البشرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق